ابني يسرق..ماذا أفعل؟

بعض الأطفال و خصوصا في فترة المراهقة  يسرقون، هذا التصرف قد يكون نفسي قبل أخلاقي و له لعدة أسباب وهو يدركون أن ما يأخذونه يعود لغيرهم وهناك عدة أسباب للسرقة منها:

1- يمكن أن يوجد لدى المراهق نقص ما في بعض الأشياء وبذلك يضطر للسرقة لتعويض ذلك النقص، والبعض من الأطفال تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون بها وخاصة إذا كان أحد الوالدين متوفى، أو كان الوالد مدمنًا .

2- شعور بعض الأهل بالسعادة عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما وبهذا يشعر الطفل بالسعادة ويستمر في عمله.

3- بعض الأطفال يقومون بعملية السرقة لإثبات أنهم الأقوى خصوصًا أمام رفقاء السوء، ولعلهم يتنافسون في ذلك.

 4- قد يسرق الطفل رغبة في تقليد من هم أكبر منه سنًّا، الوالد أو الأخ أو غيرهم ممن يؤثرون عليه حياته.

 5- الأطفال من الطبقات الدنيا يسرقون لتعويض ما ينقصهم بسبب فقرهم، أو يقومون بسرقة ما يمنعه الأهل عنهم وهم يشعرون باحتياجهم له، فإنهم يعملون على أخذه دون علم الأهل.

6- قد يكون دافع السرقة إخراج كبت يشعر به الطفل بسبب ضغط معين.

بالنسبة للأطفال الذين يُظهرون نمطاً من السرقة المتكررة، يجب اتخاذ خطوات لتصحيح هذا السلوك في أقرب وقت ممكن، ولا يجب الاستهانة بالأمر لأن غالبية المجرمين البالغين بدأوا حياتهم في عالم الجريمة في سن المراهقة أو قبلها.

بصفتك أحد الوالدين، يجب أن تظلَّ هادئاً وتتصرف بطريقة مسؤولة أثناء التعامل مع هذه المشكلة، ويجب أن تعرف أيضاً أن العقوبة القاسية التي تُطبقها على الأطفال و المراهقين هي وسيلتك أنت لإخراج غضبك وصدمتك من الأمر، لكنها لن تكون مفيدة للأطفال في شيء.

فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل مع مشكلة السرقة التي يواجهها طفلك:

عليك ألا تبدأ أبداً باتهام طفلك،  إلا إذا رأيت ابنك يسرق أو سمعت عنه من شخص تثق به تماماً، ففي بعض الأحيان قد يكون ابنك ضحية لاتهامات زائفة أو سوء فهم، ورغم ذلك يجب عليك على أي حال التصرف على الفور.

عندما تتأكد من فعل السرقة تماماً، ويعترف ابنك ، يجب أن تعلم الأطفال بعدها أن فعل السرقة غير مقبول، وأن تُخبرهم أن ما قاموا به هو عمل خاطئ، ويمكن أن يتسبب لهم في عقوبات قانونية.

 لا تستخدم انفعالك لتُعرّف ابنك أنه قام بشيء خاطئ، عليك أن تجعل ابنك يدرك خطأ تصرفه، دون أن تُجبره على القول إنه لن يسرق مرة أخرى، بدافع الخوف.

بعد اعتراف الطفل بالفعل عليك أن تطلب منه الاعتذار للشخص الذي سرق منه،  كما يجب إرجاع البضائع أو سداد الأضرار إذا تمت السرقة من متجر، قد تكون هذه تجربة مُذلة لطفلك، مما قد يساعده على الابتعاد عن السرقة تماماً بعدها.

على الرغم من أن فعل السرقة صادم ومؤلم، إلا أنه يجب عليك مواجهة المشكلة كوالد، يجب عليك أن تنقل إلى طفلك أنك لا تزال تحبه وتغفر له، مما سيُساعده على الامتناع عن القيام بذلك مرة أخرى، إذا كان قد فعل ذلك لجذب الانتباه.

لكن عليك أن تُخبره أنك تراقب سلوكه بعد أزمة السرقة، وأنك فقدت بعض الثقة، وأنه بحاجة إلى إعادة كسب ثقتك فيه من جديد.

إذا كنت ترغب في منع طفلك من السرقة، فعليك أن تحاوِل تحديد سبب قيامه بالسرقة، وما هو الدافع، ومعرفة ما إذا كان هذا شيئاً متكرراً، لكن أثناء هذا لا تحاول أن تحرج طفلك أو تخيفه أو تسخر منه.

وإذا كنت تجد صعوبة في إبعاد طفلك عن أصدقاء السوء الذين يبدو أن لهم تأثيراً سيئاً عليه، فساعده على الانخراط في بعض الأنشطة الرياضية أو الأنشطة التي لا تشمل هؤلاء الأطفال، فالتعامل مع جذر المشكلة أهم من التعامل مع فروعها.

قم بإيقاف تشغيل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بك لبعض الوقت، واستمتع بالتواصل عن قرب مع أطفالك، هذا سوف يساعدك على إقامة علاقات قوية معهم، وتقديم ما يكفي من الحب لهم.

عندما تعلم أن ابنك يسرق تأكد من أنك لا تقدم فرصة لإغرائه على القيام بذلك مرة أخرى، لا تجعل النقود مُبعثرة في أماكن مُختلفة من البيت.

علِّم أطفالك أن هناك ما يُسمى بالملكية الخاصة، وأنه ينبغي احترامها، وعندما يكون لديك طفلان أو أكثر في المنزل، علّم طفلك أن يطلب الإذن قبل استخدام  لعبة أخيه أو أخته وإعادتها بعد اللعب، تحدث أيضاً عن القيم والأخلاق.

إذا كان ابنك يقول الحقيقة ويتكلم بصدق، قدِّر ذلك، إذا وجد ابنك محفظتك المفقودة قدِّر جهوده. انقل رسالتك بأن ابنك فعل ما هو متوقع منه، هذا التقدير سيحفّزه أن يكون الأفضل دوماً.

قد تكون السرقة المُتكررة أيضاً علامة على وجود مشاكل أسرية خطيرة، أو إشارة إلى تعرض طفلك لصعوبات أخرى مثل العدوان أو الكذب أو العصيان أو تدني احترام الذات أو صعوبات التعلم.

حقيقة أن ابنك يسرق ليست فكرة سلبية حول مدى نجاحك في مهام الأبوة أو الأمومة الخاصة بك، كن مطمئناً لأن معظم الأطفال الذين يسرقون يفعلون ذلك أحياناً فقط، خلال مرحلة من طفولتهم، فعليك أن تفصل نفسك عاطفياً عن الأزمة حتى تتمكن من التعامل معها بحكمة وهدوء.