فريدة الشوباشي تكتب: مايحدث في غزة حدث في بحر البقر
نعيش حالياً في عالم يهتز على صدى العنف الممنهج الذي تمارسه إسرائيل ضد قطاع غزة، وكأن هذه الوحشية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الإسرائيلية الثابتة.
التاريخ يكرر نفسه بجروح لم تندمل، مع أحداث دموية مثل قصف مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل، التي أودت بحياة الأبرياء وجعلت الشعب المصري ينظر إلى إسرائيل كأداة للولايات المتحدة لزعزعة استقرار المنطقة، وتحديداً مصر، القلب النابض للوطن العربي.
عقود مرت ولم تتوقف آلة الدمار الإسرائيلية، لكنها اليوم موثقة بوضوح أكثر بفضل التطور التكنولوجي. العالم يرى ويشهد كيف تأسست هذه الدولة على حساب الأوطان والحيوات البريئة، انطلاقاً من وعد بلفور الذي وصفه الزعيم جمال عبدالناصر بأنه "وعدٌ لمن لا يملك لمن لا يستحق".
المرحلة الحالية من العنف في غزة ليست سوى جزء من خطة أوسع لترهيب مصر وإجبارها على تحمل عبء ملايين الفلسطينيين المُهجرين، وتصفية القضية الفلسطينية لإقامة دولة تمتد من النيل إلى الفرات.
وما يفاقم الألم هو الدعم الأمريكي غير المشروط، حيث يتصدر الرئيس بايدن المشهد بدعمه العسكري والإعلامي للسياسات الإسرائيلية.
خطوة كهذه أثارت غضب العالم؛ إذ رأينا الاحتجاجات تعم العالم تنديداً بالجرائم في غزة والتي لم يسلم منها الأطفال والنساء العزل.
الآن، العالم يطالب بتحقيق السلام عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، كحل وحيد لإنهاء النزاع. المشهد الحالي يعيد للأذهان مأساة بحر البقر، ولكن في ظروف دولية متغيرة زادت من عزلة إسرائيل على الساحة العالمية.
والمؤكد اليوم أن علينا جميعاً الوقوف بقوة خلف قيادة مصر والتصدي لكل من يحاول زعزعة أمننا واستقرارنا. نأمل أن تكون هذه الأحداث المؤلمة الأخيرة في تاريخ معاناتنا المشتركة.
