#jubna
أنا حوا - الرئيسية

ضباب الدماغ.. إنذار مبكر يصيب النساء في الثلاثينيات ويؤثر على حياتهن اليومية

الأحد 12 أكتوبر 2025 07:20 مـ 19 ربيع آخر 1447 هـ
انقطاع الطمث
انقطاع الطمث

كشفت دراسات حديثة أن مرحلة انقطاع الطمث، التي كانت تُعرف سابقًا بأنها تنحصر في أواخر الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، قد تبدأ في وقت مبكر للغاية لدى بعض النساء، حيث تشير النتائج إلى أن أعراضًا مثل "ضباب الدماغ"، وهي حالة غامضة تتسبب في ضعف إدراكي وصعوبة في التركيز، يمكن أن تظهر في سن الثلاثين.

وتعد هذه الظاهرة إشارة مبكرة لـ التغيرات الهرمونية التي ترافق مراحل ما قبل أو أثناء انقطاع الطمث.

ماذا يعني ضباب الدماغ؟
ضباب الدماغ ليس مرضًا قائمًا بذاته، بل هو مجموعة من الأعراض المرتبطة بضعف القُدرات الذهنية، مثل صعوبة التفكير أو التركيز أو التذكر.

ووفقًا لدراسة أجريت في المملكة المتحدة، فإن متوسط عمر النساء اللاتي يعانين من هذا العرض هو 37 عامًا، مع تسجيل حالات في سن 30.

وصفت بعض النساء تلك الحالة وكأن أدمغتهن تعمل ببطء شديد أو تجد صعوبة في "الإقلاع"، وهو تعبير أطلقته إحدى المشاركات في الدراسة.

وقد أشارت نحو ثلث النساء المشاركات إلى أن ضباب الدماغ أثر بشكل ملحوظ على حياتهن المهنية، بينما شعرت نصفهن بأن هذه المشكلة جعلتهن غير قادرات على التعبير عن مشاعرهن وأفكارهن بوضوح أو توصيلها للآخرين.

الأسباب الكامنة وراء ضباب الدماغ والتغيرات الهرمونية
يضرب ضباب الدماغ عندما تبدأ مستويات هرمون الإستروجين بالانخفاض، ما يُحدث اضطرابًا في إنتاج الطاقة اللازمة لخلايا الدماغ ويؤثر على المواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج والتركيز.

كما تساهم أعراض جسدية أخرى لانقطاع الطمث، مثل قلة النوم والتعرق الليلي، في تفاقم المشكلة نتيجة الإرهاق المستمر وصعوبة معالجة المعلومات.

الأثر الممتد على حياة النساء وأدائهن اليومي
بحسب الدراسة، قد تستمر أعراض ضباب الدماغ من أربع سنوات إلى أكثر من عشرة أعوام وربما لعقدين كاملين.

تلك الحالة، التي شُبّهت بـ"تحميل بطيء للذاكرة" أو "حالة عقلية مؤقتة"، تؤثر مباشرة على الأداء المهني والاجتماعي؛ إذ يجد العديد من النساء صعوبة في إنجاز المهام اليومية والتواصل مع المحيطين.

خطوات فعالة للتعامل مع ضباب الدماغ
رغم عدم وجود علاج محدد لهذه الحالة، إلا أن الخبراء يقدمون توصيات من شأنها تخفيف الأعراض وتعزيز صحة المخ:
- تحسين جودة النوم عبر الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب التعرض للشاشات قُبيل النوم.
- تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية.
- ممارسة الرياضة يوميًا لمدة 30 دقيقة لتحفيز الدورة الدموية.
- الاعتماد على تدوين الملاحظات لتجنب النسيان وتنظيم الأفكار.
- أخذ فواصل قصيرة أثناء العمل لتحسين التركيز والقدرة الذهنية.

الحلول الطبية ودور المتابعة الصحية
يرى الأطباء أن اتباع أسلوب حياة صحي يُحسن الأعراض بشكل ملحوظ، لكن البعض قد يحتاج إلى خيارات طبية مثل العلاج الهرموني التعويضي لتخفيف آثار نقص الإستروجين.

مع ذلك، يجب استشارة أخصائي قبل اللجوء لأي علاج لتحديد الأنسب حسب الحالة الفردية لكل امرأة.

ضباب الدماغ ليس مجرد علامة مرتبطة بالشيخوخة، ولكنه مؤشر مبكر يتطلب الانتباه والوقاية قبل أن يعطل جوانب الحياة اليومية للمرأة.