#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 09:15 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

وداعًا الريس زكريا بطل عملية جمعة الشوان.. من هو اللواء عبدالسلام المحجوب ؟

وداعًا الريس زكريا بطل عملية جمعة الشوان.. من هو اللواء عبدالسلام المحجوب ؟

يعد اللواء محمد عبدالسلام المحجوب أبرز الشخصيات التى تركت بصمة واضحة فى شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.

عرفه العامة باسم «الريس زكريا»، وسجلت له شوارع عروس البحر المتوسط إرثًا ليس بالهين من الإنجازات، حتى التصقت به صفة «مؤسس الإسكندرية الحديثة» بعدما استحالت المدينة فى عهده من مدينة ضائعة فى ذمة التاريخ إلى عروس البحر المتوسط من جديد، وبرزت حنكته فى العمل على إحياء المدينة على صُعدٍ متباينة: الاجتماعى والثقافى والاقتصادى، مستشهدين بإنجازاته وما فعله لأجل أن تصبح الإسكندرية منارة البحر المتوسط ووجهة سياحية تنافس كبرى مقاصد العالم.

ولد محمد عبدالسلام المحجوب بمحافظة الدقهلية عام 1935، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1955. تولى عدة مناصب، منها: ملحق عسكرى بعدد من السفارات المصرية بعدة دول، كما تولى منصب نائب رئيس الأمن القومى خلال الفترة بين 1992- 1994، ومحافظًا للإسماعيلية خلال الفترة بين 1994- 1997، ومحافظًا للإسكندرية خلال الفترة بين 1997- 2006، وعين وزيرًا للتنمية المحلية فى 2006 بناء على القرار الجمهورى الصادر فى 27 أغسطس من العام نفسه. كما كان يتولى منصب نائب مدير المخابرات العامة وقت محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، وهو من أصر على اصطحاب «مبارك» للسيارة المصفحة خلال الرحلة.

خاض الانتخابات البرلمانية عام 2010 ضد القيادى بجماعة الإخوان المسلمين المحامى صبحى صالح عن دائرة الرمل، وفاجأ الكثيرين بدعوته الداعية عمرو خالد لإلقاء محاضرة وظفها فى الدعاية الانتخابية له، وهى الدعوة التى قبلها «خالد»، وألقى المحاضرة بـ«مؤسسة الإسكندرية للتنمية»، التى كان يترأسها وقتها اللواء «المحجوب»، الذى فاز بنسبة أصوات بلغت 88%.

برز اسمه حينما تولى منصب محافظة الإسكندرية، باعتبارها ثانى أكبر مدن مصر خلال الفترة 9 يوليو 1997 ـ 28 أغسطس 2006، فانطلق فى بناء وصيانة عدد كبير من منشآت ومرافق المدينة العامة، ومنها كورنيش الإسكندرية بتصميمه الحديث، وكوبرى استانلى.

عبدالسلام المحجوب هو ضابط الحالة الخاصة بالجاسوس المصرى فى إسرائيل أحمد الهوان، أو «جمعة الشوان»، وجسد دوره بمسلسل «دموع فى عيون وقحة» الفنان صلاح قابيل. أكد «الهوان» فى أحد لقاءاته فى السبعينيات أن «الريس زكريا» هو اللواء محمد عبدالسلام المحجوب.. وعن دوره فى عملية تجنيده، قال «الشوان»: «عندما تركت السويس واتجهت إلى أثينا بحثًا عن عمل تقابلت مع المحجوب أو الريس زكريا، وأخبرنى أنه من محافظة دمياط ويبحث عن عمل، وعندما ضاقت بى الدنيا بأثينا، عرضت عليه شراء ساعتى كى آكل بثمنها، وبعدها حاول الموساد الإسرائيلى اصطيادى للعمل لصالحهم، فتوجهت إلى المخابرات المصرية لأخبرهم بما حدث معى، وهناك قابلت هذا الرجل، ففوجئت بأنه ضابط بالمخابرات المصرية، وأعاد لى الساعة التى اشتراها منى، وأصبح الضابط المسؤول عنى». يروى «الشوان» أن التحدى الأكبر الذى واجهه «المحجوب» فى عملية «جمعة الشوان» تمثل فى كيفية إدارة العملية من اليونان بعيدًا عن عيون عناصر الموساد، مشيرًا إلى وجود محطة تجسس للمخابرات الإسرائيلية هناك.

وعن عملية «جمعة الشوان» قال «المحجوب» فى غير لقاء إعلامى إنها تسببت فى إرباك جهاز «الموساد» لعدة سنوات، ودفعته إلى التخلص من العديد من عملائه المخلصين خشية أن يكون قد تم الدفع بهم من قبل المخابرات المصرية، كما أدى نجاح هذه العملية إلى تخلص «الموساد» من العديد من ضباطه وقادته أيضًا لفشلهم، وأرغمتهم على إعادة النظر فى كل الأساليب والتقنيات التى كانت تستخدمها المخابرات الإسرائيلية خاصة فى مجال الكشف عن الكذب. تولى «المحجوب» متابعة عملية تدمير «الحفار» الإسرائيلى، وعمل خلال تلك الفترة على تجنيد عدد كبير من ضباط الشرطة الأوروبيين.

كما قام بتسهيل شحن المتفجرات الخاصة بعملية الحفار عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات فى حقائب وتغطيتها بمادة لمنع أى أجهزة من كشف ما بداخلها، كما وضع أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة فى جيب «الجاكيت» الذى كان يرتديه. لم يتوقف دور المحجوب عن حد المتابعة، بل امتد إلى التنفيذ، وكان أحد ضباط المخابرات المصرية الذين سافروا إلى السنغال وباريس لتنفيذ عملية الحفار، حيث نجح المصريون فى تفجير حفار البترول «كنتينج» الذى اشترته إسرائيل لكى تنقب به عن البترول فى خليج السويس بعد نكسة 1967، وكانت تديره شركة «إينى» الإيطالية، لكن الضفادع البشرية المصرية نجحت فى تدميره أثناء توقفه بعاصمة ساحل العاج «أبيدجان» فى 28 مارس 1968 أثناء رحلته من كندا إلى إسرائيل بعد إعداد للعملية استمر عامًا كاملًا، لتمنع إسرائيل من تنفيذ خطتها الرامية إلى نهب الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء المحتلة آنذاك.

كما تولى العديد من الملفات الاستخباراتية، وارتبط اسمه بواحدة من أشهر عمليات جهاز المخابرات العامة المصرية؛ حيث قاد العملية المخابراتية التى أخرجت الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» من بيروت فى الثمانينيات بعد أن حاصرتها إسرائيل بهدف اغتياله.

عمل على تخليص وتهريب العديد من أسر بعض المعارضين الليبيين، الذين كان يحتجزهم العقيد الليبى الراحل معمر القذافى كرهائن فى طرابلس للضغط على معارضيه فى القاهرة إبان حكم الرئيس السادات للعودة إلى ليبيا والتوقف عن مناهضة حكمه، وهى العملية التى ظلت محفورة فى ذاكرة القذافى، حتى إنه طلب فى إحدى زياراته لمصر بعد عدة سنوات رؤية ضابط المخابرات الذى تمكن من تهريب أسر معارضيه، وكان وقتها «محجوب» محافظًا للإسكندرية، وعندما قابله طلب منه أن يخبره عن الأسلوب المخابراتى الذى اتبعه لتخليص الرهائن وتهريبهم من ليبيا، لكنه اعتذر بلباقة عن عدم التحدث فى هذا الموضوع.

تم تأليف كتابٍ عُنون بـ «محبوب الإسكندرية» للكاتب سمير شحاتة، تم توقيعه ومناقشته بصالون «التذوق الثقافى» بقصر ثقافة سيدى جابر، واشتمل الكتاب على وقائع تنشر لأول مرة عن حياة اللواء، وتدور أحداث الكتاب حول أهم السمات الشخصية له ورؤيته الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب مواقفه الإنسانية أثناء توليه منصب محافظ مدينة الإسكندرية.

أهداه الفريق مهاب مميش بمركز التدريب البحرى والمحاكاة بالإسماعيلية نهاية 2014 فى ختام زيارة وفد وزراء سابقين للأكاديمية لمشاهدة عرض تقديمى عن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس- درع هيئة قناة السويس التذكارية، تقديرًا لدوره الوطنى.

رجال الدولة وشخصيات عامة وسياسيون فى وداع اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية الأسبق

شُيعت، ظهر أمس، جنازة اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق، عقب صلاة الظهر من مسجد آل رشدان، وشارك فى وداعه عدد من القيادات السياسية الحالية والسابقة.

شارك فى صلاة الجنازة العديد من الشخصيات العامة ورجال القضاء ورجال الأعمال والوزراء، ووصل الجثمان قبل صلاة الظهر إلى مسجد آل رشدان بمدينة نصر الذى استقبل المعزين والمصلين لأداء صلاة الجنازة. وكان ضمن الحضور أحمد زكى بدر، وزير التعليم الأسبق، وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك، والمهندس هانى ضاحى، نقيب المهندسين، وزير النقل الأسبق، واللواء أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، واللواء محسن النعمانى، محافظ سوهاج، وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، وزير النقل الأسبق، بالإضافة إلى حضور حمدين صباحى، المرشح الأسبق للرئاسة، وعدد من أئمة الأزهر، بالإضافة إلى العشرات من المواطنين.