#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 09:14 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

صحة المرأة والكبد الدهني غير الكحولي.. تحذير صامت يتطلب انتباهًا جادًا

السبت 16 أغسطس 2025 02:51 مـ 21 صفر 1447 هـ
الكبد الدهني
الكبد الدهني

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) أصبح اليوم قضية صحية عالمية متزايدة، إذ يصيب حوالي 30% من سكان العالم، ويشكل تهديدًا صامتًا يتطور ببطء لكنه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال إهماله.

اللافت للنظر أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) يشهدن ارتفاعًا ملحوظًا في خطر الإصابة بهذا المرض وأحد أشكاله الأكثر تطورًا المعروف باسم التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH).

يوضح تقرير "تايمز أوف إنديا" العلاقة المتشابكة بين هذين الاضطرابين الصحيين وتأثيرهما الكبير على صحة المرأة.

ما هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي؟

يتسم هذا المرض بارتفاع كمية الدهون المتراكمة داخل الكبد دون ارتباط بتناول الكحول، ويرتبط غالبًا بعوامل مثل السمنة، داء السكر من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي.

مع تقدم المرض، يمكن أن يتحول من مجرد تراكم دهون بسيط (NAFL) إلى مراحل أكثر خطورة تتضمن الالتهاب وتأثيرات دائمة مثل التليف (NASH).

متلازمة تكيس المبايض وتأثيرها الهرموني

من ناحية أخرى، تشكل متلازمة تكيس المبايض اضطرابًا هرمونيًا شائعًا بين النساء في سن الإنجاب، إذ تؤدي إلى أعراض رئيسية كعدم انتظام الدورة الشهرية، ارتفاع مستويات الأندروجينات، وزيادة الوزن.

تشير الإحصاءات إلى أن 6% إلى 15% من النساء في هذه الفئة العمرية يعانين منها، ولكن غالبية الحالات لا تُشخص بشكل كافٍ.

إضافةً لذلك، يرتبط هذا الاضطراب بمضاعفات أيضية وصحية تزيد من العبء العام على الجسم.

علاقة متشابكة بين الحالتين

توضح الدراسات الحديثة أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة بكثير للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي مقارنة بغيرهن.

فالأبحاث تكشف أن مقاومة الأنسولين والخلل الهرموني الناتج عن زيادة الأندروجينات يؤثران بشكل مباشر على وظائف الكبد، ما يؤدي إلى تراكم الدهون وحصول التهاب مستمر.

تشير التقديرات إلى أن ما بين 15-55% من النساء المصابات بالمتلازمة قد يعانين من المرض، حتى بعد ضبط عوامل مثل نمط الحياة والسمنة.

لماذا يزيد خطر الإصابة بالكبد الدهني؟

تتداخل العوامل الرئيسية لتكيس المبايض مع تلك المسؤولة عن الكبد الدهني. مقاومة الأنسولين تُعد محركًا رئيسيًا في كلتا الحالتين، حيث تضعف قدرة الجسم على إدارة الدهون وتزيدها بشكل مستمر داخل الكبد.

إلى جانب ذلك، يسهم ارتفاع هرمون التستوستيرون أو الأندروجينات الحرة في زيادة الالتهاب وتشجيع تراكم الدهون على نحو أكبر.

الانتباه للمؤشرات الأولية

غالبًا ما يكون مرض الكبد الدهني غير الكحولي بلا أعراض في المراحل المبكرة، ما يترك المريض عرضة للخطر دون أن يدرك ذلك.

بالنسبة للنساء، قد تختلط المؤشرات المبكرة مثل التعب العام، عدم ارتياح خفيف في منطقة البطن، أو تغييرات طفيفة في الوزن بأعراض متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الإجهاد، لذا فإن الفحص الطبي الدوري ومراقبة وظائف الكبد أمر بالغ الأهمية.

خطوات عملية لحماية صحة الكبد

لوقاية الكبد وحمايته من التدهور يمكن اتباع استراتيجيات بسيطة وفعالة تشمل:

- اتباع نظام غذائي صحي: قلل من السكريات والدهون المتحولة وركز على تناول الأغذية الغنية بالألياف والحبوب الكاملة مثل النظام الغذائي المتوسطي.

- زيادة النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام تجعل الجسم أكثر كفاءة في التعامل مع الدهون.

- إدارة الوزن: خفض الوزن الزائد وتقليل السمنة المركزية يمكن أن يحد من تراكم الدهون على الكبد.

- الرقابة الطبية: متابعة دورية لإنزيمات ووظائف الكبد باستخدام الفحوص الطبية والتصوير الإشعاعي.