ترامب يثير الجدل.. تحذير من تناول ”باراسيتامول” للحوامل ويزعم ارتباطه بزيادة حالات التوحد
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات مثيرة للجدل حول خطورة استخدام عقار "باراسيتامول" أثناء فترة الحمل، مدعيًا بأنه قد يرتبط بزيادة مخاطر إصابة الأطفال بالتوحد.
هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا بين الأوساط الطبية، خاصةً مع غياب أدلة علمية قاطعة تدعم هذا الادعاء.
في تعليق على هذه التصريحات، قال الدكتور محمد أبو الغار، أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة ورائد عمليات أطفال الأنابيب في مصر، إنه لا توجد أبحاث علمية موثوقة تثبت صحة ما أشار إليه ترامب.
وأضاف أن مثل هذه الادعاءات ليست الأولى من نوعها بالنسبة للرئيس السابق، مشيرًا إلى تصريحات مشابهة أدلى بها خلال فترة كورونا حول علاجات لم تثبت فعاليتها.
وأكد الدكتور أبو الغار أن الباراسيتامول يعتبر من أكثر مسكنات الألم أمانًا للسيدات الحوامل، ويستخدم بانتظام تحت إشراف الأطباء لعلاج الآلام والحمى.
كما نصح السيدات في مصر بعدم الانسياق وراء تصريحات عشوائية، داعيًا إلى استشارة الطبيب المتخصص للحصول على النصائح الطبية المناسبة لكل حالة.
وتزامن تصريح ترامب مع حدث أقيم بالبيت الأبيض ركّز على التوحد، حيث دعا النساء إلى تجنب تناول الأسيتامينوفين، المعروف تجاريًا باسم "تايلينول"، طوال فترة الحمل. وألمح إلى وجود ارتباط بين استخدام العقار وزيادة معدلات التوحد في الولايات المتحدة، وهو ادعاء يناقض الأبحاث الحالية التي لم تتمكن من إثبات مثل هذا الترابط بشكل قاطع.
في سياق متصل، أكد خبراء أن ارتفاع معدلات التوحد يرجع إلى تعريف موسّع للاضطراب يشمل الحالات الخفيفة ضمن "الطيف"، بالإضافة إلى تحسين وسائل التشخيص.
ويشددون على أن أسباب التوحد لا يمكن تلخيصها بعامل واحد، بل تشمل عوامل وراثية وبيئية معقدة لم يتم توضيحها بالكامل حتى الآن.
تصريحات ترامب أثارت انتقادات واسعة من قبل المجتمع العلمي، حيث يرون أنها تضعف عقودًا من الأبحاث الرصينة وتزج بمعلومات غير موثوقة في الساحة العامة، ما قد يؤدي إلى إرباك السيدات الحوامل وإثارة القلق دون مبرر علمي واضح.