بطولة امرأة في مواجهة مأساة الغيرة العمياء.. حادثة طعن تهز الصين
في مدينة سونغيوان الواقعة بمقاطعة جيلين شمال شرق الصين، شهدت الساحة الاجتماعية حادثة درامية كشفت ضعف الروابط الإنسانية أمام الغيرة غير المبررة.
بطلة القصة امرأة تخطّت عقوداً من الزواج، لتجد نفسها ضحية غضب زوج تملكته هواجس لا أساس لها.
الواقعة تعود إلى شهر مارس الماضي، حين أقدم الزوج المسمى "زو" على طعن زوجته "تشاو"، بدافع الشك في علاقة تربطها بالجزار المحلي فقط بسبب حصولها على خصم بسيط أثناء شراء اللحوم.
بدأ الهجوم داخل المنزل إثر خلاف كلامي بين الزوجين، حيث سيطر الشك على عقل "زو"، معتقداً أنّ الخصم إشارة إلى خيانة زوجته.
وفي لحظة هيجان، استل السكين الذي خبأه سابقاً واعتدى عليها بوحشية، مسبباً لها إصابات جسيمة كادت تودي بحياتها.
وبالرغم من قسوة الحادثة وآلامها، أظهرت تشاو شجاعة غير عادية وصبر مؤثر بتفضيلها إنهاء القضية بشكل ودي دون تصعيد، مؤكدة أنها لا ترغب في تحطيم العلاقة الأسرية التي صمدت لعقود، رغم الكسر الذي حل بها.
المحكمة قضت بسجن الزوج لمدة عشر سنوات ونصف، بعد اعترافه بمحاولة القتل العمد نتيجة خلاف عائلي. وبالرغم من الجدل القانوني الذي تبع الحكم، تركز النقاش العام حول الجانب الإنساني للقضية وتأثير الغيرة المفترضة على استقرار المجتمعات.
في المقابل، تشاو باتت رمزا للصمود والتسامح، بعدما رفضت الأخذ بثأرها وأصرت على الحفاظ على ما تبقى من العلاقة معها رغم المعاناة.
الحادثة لم تمر مرور الكرام، حيث أثارت موجة واسعة من السخرية والغضب على المنصات الصينية. تعليقات المستخدمين تراوحت بين الاستنكار والتعاطف مع المرأة الضحية، بينما رأى بعضهم في القضية تجسيداً للضعف الإنساني والدمار الناتج عن الشك غير المنطقي.
أحد المعلقين وصف الموقف بسخرية قائلاً: "إذا كانت هناك علاقة فعلية مع الجزار، لكان اللحم مجانياً!" بينما عبّر آخر عن أسفه قائلاً: "كيف تضيع سنوات الزواج بهذا الشكل؟".
بين النقد والغضب، تألقت صورة تشاو كامرأة اختارت التضحيات للحفاظ على ما يمكن إنقاذه، تاركة شعوراً عميقاً بالإعجاب وسط مجتمع يخوض جدلاً متزايداً بشأن دور العاطفة والعقل في حالات الغيرة والزواج.